من سيكون سبب زوال إسرائيل؟ اليهود أو العرب أم إيران..الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/02/21 | 12:03بعد سنوات قليلة من تأسيس إسرائيل على الأرض الفلسطينية بعد تشريد غالبية أهلها، بدأ الحديث يدور في العالم العربي عن اقتراب عودة اللاجئين الفلسطينيين، لكن ذلك لم يحدث. وبعد ذلك صرنا نسمع من إذاعات عربية عن اقتراب نهاية إسرائيل وأن الوحدة العربية والتضامن العربي كفيل بالقضاء عليها. فلا الوحدة العربية حصلت ولا التضامن العربي نتج عنه أي شيء. وبالعكس من ذلك، استمرت إسرائيل في احتلالها لأراضي عربية كما حدث في حرب الأيام الستة عام 1967. حتى خلال أيام الحرب استمر العرب في نشر أكاذيب الانتصار على إسرائيل. وهل ننسى ما قاله أحمد سعيد كبير المعلقين في إذاعة صوت العرب المصري آنذاك:” هنيئاً لك يا سمك” في إشارة منه إلى أن الإسرائيليين سيتم رميهم في البحر. الكن ما حصل في نهاية الحرب هو خسارة فادحة موجعة للعرب في الأرض والبشر والحجر.
ورغم ذلك ظل العرب مستمرون في تكهناتهم وتوقعاتهم لزوال إسرائيل. حتى أننا سمعنا البعض يحدد وقتاً لزوال إسرائيل. كاتب فلسطيني إسمه بسام جرار ذهبت به أفكاره إلى أبعد الحدود، وأصدر كتاباً بعنوان: “زوال إسرائيل عام 2022: نبوءة قرآنية أم صدف رقمية”، الكاتب لم يعط براهين حقيقية ملموسة، إنما تكهنات كثيراً ما نسمعها. وقد اعتمد في رأيه على إن “ضعف أمريكا سيكون سببا في زوال إسرائيل وأن التغييرات الجامحة في العالمين العربي والإسلامي، من الممكن أن تجعل الغرب يقتنع بأن إسرائيل أصبحت حملا ثقيلاً يهدد مصالحه”.
المفكر المصري عبد الوهاب المسيري، قضى حوالي ربع قرن في كتابة موسوعته “اليهود واليهودية والصهيونية”، والتي صدرت في العام 1999 حبث توقع فيها بوضوح لنهاية إسرائيل، ربما خلال خمسين عاماً. المسيري يعتمد في توقعاته على أن إسرائيل “دولة وظيفية” بمعنى أن “القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة. هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية”.
ويعتقد المسيري بوجود مشاكل أخرى تهدد بقاء إسرائيل، ومن بينها المشكلة الاجتماعية السكانية، حيث يقول إن إسرائيل “دولة عنصرية تعاني من مشكلة ديمغرافية، فالعرب يتكاثرون واليهود يتناقص عددهم من خلال النزوح وانقطاع الهجرة والإحجام عن الإنجاب”.أما إيران فلها موقف ملفت للإنتباه. فقد تقدم نواب في البرلمان الإيراني بمشروع اقتراح يلزم الحكومات الإيرانية المتعاقبة بوضع استراتيجية عمل لضمان زوال إسرائيل في الفترة الممتدة حتى عام 2041، بالإضافة إلى العمل على إخراج القوات الأميركية من المنطقة. ووفقًا للمشروع المقدم، فإنّ شهر آذار/مارس من عام 2041 سيكون آخر شهر تظهر فيه الشمس على إسرائيل، إذ إنّ الزوال حتمي لا رجعة فيه. وهذا يعني أن إسرائيل بقي لها من العمر عشرين عاماً حسب التقديرات الإيرانية.
ولكن ماذا يقول الإسرائيليون في هذا الشأن؟ يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز الأمن العام-الشاباك، ذكر بوضوح في مقال له نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “إسرائيل لن تبقى للجيل القادم”، وأن التخوف من الزوال يعود لأسباب ومؤثرات داخلية. وقال ديسكين في مقاله أن “معظم العبء الاقتصادي والعسكري في إسرائيل سيتحمله قريبا 30٪ فقط من الإسرائيليين، وبهذه الطريقة لن ينجو المجتمع الإسرائيلي مما ينتظره من مشاكل”.
أما المؤرخ الإسرائيلي المعروف بيني موريس، فقد رسم صورة قاتمة لنهاية إسرائيل كما يراها، وافترض أفقا زمنيا لهذه النهاية المحتومة في رأيه. يقول موريس في حوار أجرته معه صحيفة هآرتس الإسرائيلية في معرض حديثه عن فرص إسرائيل في البقاء كدولة يهودية.: أن “إسرائيل لا تزال تدعو نفسها دولة يهودية لكن حكمنا لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعا يمكن أن يدوم في القرن الحادي والعشرين، في العالم الحديث. وما أن تصبح لهم حقوق فلن تبقى الدولة يهودية”. وعن الأفق الزمني لانهيار إسرائيل، يقول موريس إن ” الدولة اليهودية لا يمكن أن تدوم والانتصار سيكون حليفهم حتما، في غضون ثلاثين إلى خمسين سنة وسينتصرون علينا”.
إذاً العرب يتوقعون زوال إسرائيل بعد خمسين سنة، وإيران حددت إزالتها عن الخريطة بعد عشرين سنة، ويبدو أنها على عجلة من أمرها، أما اليهود أنفسهم فيتوقعون زوال دولتهم في هذا القرن، ومنهم أيضاً من حدد الخمسين عاماً القادمة. فأي من الثلاثة ستصدق توقعاته؟ لننتظر.