هذيانٌ مِنْ اللامكان..
تاريخ النشر: 24/02/21 | 14:43عطا الله شاهين
يمكث في اللامكان وفي فراغ معتم.. هناك لا يرى أي شيء في اللامكان.. يتحدث مع ذاته بين الحين والآخر.. ينصت لصوت اللامكان.. ينام في اللاحيز.. يشعر ببرد غريب لم يعرف في حياته أي برد يشبه برد اللامكان، يقول: ماهذا البرد الغريب، الذي يدفئني.. يظل يهذي من اللامكان.. يحاول الهروب من اللامكان، لكنه يفشل في العثور على باب أي مكان، وكأنه في العدم.. ينام لزمن، لكنه يضجر من ذاته. يقول: متى سينتهي هذياني من اللامكان.. ينام على فراغ معتم في العتمة الصامتة، لا يرغب شيئا سوى النور، الذي لم يره منذ أن وجد ذاته في اللامكان..
يسكن في فراغ لا يشبه أي فراغ الفراغ تحتله العتمة السرمدية.. يحفر في العتمة بيديه، لكي يرى أي نور.. يرغب في العودة إلى مكان ولادته.. هذيانه من اللامكان يعذّبه من بقاءه في المجهول.. يشتاق لمكان لم يعش فيه حتى لثوان معدودات.. فقط يتذكر بأنه هبط في عتمة اللامكان، ومنذ زمن سرمدي يظل يهذي.. فهو لا يهذي من العتمة، لكنه يهذي من اللامكان .. يرغب في رؤية الحياة في أي مكان..