“نتنياهو بعرف يلعبها مزبوط”… هكذا يستغل الظروف لصالحه/ أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/02/21 | 13:51لم أتفاجأ أبداً “بحلاوة” لسان نتنياهو خلال زياراته التي قام بها لبلدات عربية، ولم أستغرب كلامه اللطيف تجاه العرب ونيته خدمة المواطنين العرب في هذه الدولة التي يقول عنها نتنياهو إنها دولة اليهود. نتنياهو وللحق “بعرف يلعبها منيح” على طريقته الخاصة من أجل تحقيق هدفه. والهدف هذه المرة من “طراوة” كلامه مع العرب، هو جمع أكبر عدد من أصوات الناخبين العرب. يعني “مصلحجي”.
نتنياهو يفعل أي شيء وكل شيء من أجل منافع ذاتية. حتى أنه يتفاوض مع (العدو) على الأموات لقاء مصالحه وليس فقط التفاوض من أجل أحياء. ولنا تجارب مع رئيس حكومة يكره العرب ويريد أصواتهم، ويسمع المواطنين حلو الكلام في مخاطبته لهم، لكنه يقول ان هذه الدولة هي يهودية. أليست هذه وقاحة لا مثيل لها من رئيس حكومة متناقض المواقف؟
نتنياهو انتهازي من الدرجة الأولى. ما يهمه نفسه فقط. وهناك حكايات تدل على انتهازيته واستغلاله للظروف حتى ولو على حساب الموتى. يعني أنه يمشي على الجثث مقابل مصلحته. في شهر نيسان من العام 2019 تم نقل رفات الجندي الإسرائيلي زاخاريا باوم إلى إسرائيل، بوساطة روسية قام بها بوتين شخصياً بطلب من نتنياهو.
وكان باوم قد فقدت آثاره في معركة السلطان يعقوب عام 1982 والتي جرت بين القوات السورية والإسرائيلية. وبالرغم من نفي سوريا رسمياً علمها بنقل الرفات، إلاّ أن الرئيس الروسي بوتين قال إن قوات روسية وسورية هي التي عثرت على رفات الجندي الإسرائيلي.. وهنا يظهر الكذب السوري بوضوح لأنه من المستحيل أن تتم عملية نقل رفات من دمشق إلى موسكو بدون معرفة الجانب السوري الرسمي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن وقتها استعادة رفات الجندي “بعملية استخباراتية”، فيما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن بوتين القول إن العثور على رفات الجندي “لم يكن سهلا”. والكذب ليس سورياً فقط بل هو إسرائيلي أيضاً. فالسوريون يدعون بعدم علمهم بالموضوع، والجانب الإسرائيلي يدعي بأن عملية استرجاع الرفات هي عملية استخباراتية، والإثنان كاذبان طبعاً، والحقيقة أنها عملية روسية. الملاحظ أن توقيت عملية إعادة رفات الجندي الإسرائيلي قد تمت في وقت التحضير ل انتخابات الكنيست في شهر أيلول /سبتمبر عام 2019. وقد جاءت هذه العملية بمثابة دعم للحملة الانتخابية لنتنياهو.
وفي العشرين من شهر كانون الثاني من العام الماضي أعلنت روسيا عن إطلاق سراح الشابة الإسرائيلية نعمة يسسخار التي كانت مسجونة في روسيا بتهمة تهريب مخدرات، وفقا لمرسوم عفو أصدره الرئيس الروسي، وقد جاء توقيت إطلاق سراح المواطنة الإسرائيلية في وقت كان من المقرر أن يجتمع نتنياهو مع بوتين كي يُقدّم له تفاصيل الخطّة الأمريكية للسّلام في الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو في تلك الفترة منهمك في التحضير لانتخابات الكنيست في الثاني من شهر مارس/آذار العام الماضي. ويتضح من ذلك أن نتنياهو استغل هذا الظرف لحملته الانتخابية، حيث تحدث الكثير من الإسرائيليين عن إطلاق سراح هذه المتهمة بتهريب المخدرات.
مرة ثالثة تدخل روسيا على خط الوساطة في إطلاق سراح معتقلة إسرائيلية، وبطلب من رئيس الحكومة نتنياهو إلى الرئيس الروسي بوتين. فقد قامت مواطنة إسرائيلية باختراق الحدود السورية من بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل وعبرت الحدود، واعتقلتها المخابرات السورية.
وبدأ الروس مفاوضات أسفرت في الأيام الأخيرة عن التوصل إلى صفقة تبادل، وتم إطلاق سراح الشابة الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح راعيي أغنام سوريين، والغاء حكم صدر بحق الأسيرة الجولانية نهال المقت، التي حكم عليها بالسجن ثلاث سنوات، وإطلاق سراح الشاب السوري دياب قهموز، المحكوم عليه بالسجن 14 عاماً. لكن قهموز رفض أن يطلق سراحه إلى سوريا وفضل البقاء في السجن، وقال إنه مستعد للتحرر فقط إلى بيته في الغجر.
عملية إطلاق سراح الشابة اهتم بها نتنياهو أيضاَ في فترة التحضير لانتخابات الكنيست التي ستجري بعد حوالي شه، خصوصاً أنه يواجه منافسة شديدة من خصومه. وتأتي هذه العملية كدعم لنتنياهو في الانتخابات، وبالأحرى هي دعاية انتخابية له، ساعده فيها وفي العمليات الأخرى صديقه الحميم الرئيس الروسي بوتين،
نتنياهو لم ينس أيضاً فضل بوتين عليه في موضوع آخر حدث عام 2016. فقد أمر بوتين بإعادة دبابة إسرائيلية إلى إسرائيل كان الجيش السوري قد غنمها في الثمانينات، خلال المعارك مع الجيش الإسرائيلي عام 1982 قرب السلطان يعقوب. والسؤال المطروح: ما هو ثمن هذه الخدمات التي يقدمها بوتين لنتنياهو، على اعتبار أن كل شيء في السياسة له ثمن ولا توجد خدمات مجانية.