نحو الانتخابات للكنيست..!
تاريخ النشر: 03/03/21 | 15:57بقلم: شاكر فريد حسن
مع دنو واقتراب موعد الانتخابات للكنيست، التي تجري للمرة الرابعة خلال أقل من عامين، تحتدم الصراعات بين الاحزاب، ويتزايد هجوم الأحزاب الصهيونية وتنافسها على النفوذ بين الجماهير العربية، وهو تجديد لنهج قديم شهد انحسارًا حثيثًا بعد يوم الأرض الخالد، بفعل تنامي الوعي السياسي والوطني، وفي أعقاب تشكيل القائمة المشتركة، التي منحتها جماهيرنا العربية الثقة التامة، ودعمتها بشكل واسع، وأوصلتها إلى 15 عضوًا في الانتخابات المنصرمة.
ولكن هذا النفوذ والاختراق الصهيوني لمجتمعنا العربي، هذه المرة يجيء بنغمة جديدة، “حمائمية” و”سلامية”، ويتجلى ذلك بشكل ساطع بتغير التوجه والتحول في خطاب هذه الأحزاب، وخصوصًا لدى نتنياهو وتودده للناخبين العرب وارتدائه عباءة الحمل الوديع وكوفية “أبو يائير”، وهو الذي كان قد حذر قبل حوالي العام والنصف من تدافع وتزاحم العرب وتدفقهم لصناديق الاقتراع. يا سبحان مغير الأحوال..!! كل ذلك لاقتناص أصوات الناخبين العرب، والوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى، ومنع دخوله للسجن وانهاء دوره السياسي.
ومن يقرأ ويطلع على الخريطة الانتخابية للعرب الفلسطينيين في هذه البلاد، يقف حائرًا أمام هذا التفسخ والتشرذم والانقسام الحالي، وتفكك القائمة المشتركة. ومن الواضح تمامًا أن هذا التفكك والتفسخ الحاصل في مجتمعنا، وعودة حليمة لعادتها القديمة، لا يصب في صالح قضايا مجتمعنا اليومية والوطنية والمصيرية.
لقد قدمت جماهيرنا العربية خلال السنوات الماضية، نماذج رائعة في العمل الوحدوي، وفي تغليب المشترك، وفي تحديد جوهر التناقض الأساسي الذي نعيشه مع المؤسسة الحاكمة، التي تمارس سياسة عنصرية وفاشية وقهرية ضدنا نحن أبناء هذا الوطن، الذي لا وطن لنا سواه، وفي احترام التعددية السياسية، ولكن كل محاولة لحرف البوصلة عن مسارها سيقودنا إلى الوراء عشرات السنين، ويؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها.
المطلوب الآن وقبل فوات الاوان وقف التراشق الكلامي، وخطابات التكفير والتخوين، وعدم حرق الجسور، واعتماد نقاش سياسي وليس شخصي، والحفاظ على منافسة انتخابية ديمقراطية حضارية نظيفة شريفة ونزيهة، بعيدًا عن نهج الاقصاء، والاسراع في توقيع فائض الأصوات بين المشتركة والقائمة العربية الموحدة، والعمل على زيادة قوة وتأثير ووزن الصوت العربي، وذلك بالخروج للتصويت للقوائم العربية، ولفظ الأحزاب الصهيونية وتكنيسها من الشارع العربي إلى أبد الآبدين.