تحية للحراك الشبابي في ام الفحم بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 04/03/21 | 22:48عربي أنا، فلسطيني أنا، فحماوي أنا وأفتخر وأعتز. هكذا يرى كل مواطن فحماوي نفسه. شباب في منتهى الوطنية لا يتوانون لحظة في القيام بواجبهم تجاه مدينتهم ووطنهم ودينهم، مهما كانت الظروف. أهل أم الفحم يرفضون التعامل التمييزي مع الغير، فكل الناس سواسية ولا فرق عندهم بين فحماوي وغير فحماوي. ولذلك جاء الرد سريعاً من الحراك الشبابي الموحد على الذين يحاولون الإصطياد في المياه العكرة، ويروجون شائعات رفض الحراك على قيام فضيلة الشيخ كمال خطيب بإلقاء خطبة الجمعة يوم غد.
الحراك الفحماوي الموحد عمم دعوة واضحة في وسائل التواصل الاجتماعي، دعا فيها الشباب في الداخل الفلسطيني الى المشاركة في مظاهرة جمعة الغضب التي ستقام يوم غد في السوق البلدي في ام الفحم تحت شغار “الشباب لن يكل”.
هذه المظاهرة التي تقام للمرة الثامنة منذ مطلع العام الحالي لن يتخللها خطابات، بل ستبقى مظاهرة احنجاج شعب على عنف وإجرام يمارس بحقه على مرأى السلطة دون أن تفعل شيء. وبدلاً من أن تقوم الشرطة بواجبها تجاه المواطنين، استخدمت أسلوب العنف معهم. فأي شرطة هذه التي تتعامل مع المتظاهرين بقوة لأنهم يطالبون المسؤولين بحماية المواطنين كل المواطنين من آفة الإجرام.
وأنا أتساءل كيف ستكون ردة فعل الجهات الإسرائيلية المعنية لو أن مواطنين يهود تظاهروا في بلد أوروبي أو أي مكان آخر مطالبين بحمايتهم واستخدمت الشرطة القوة ضدهم؟ أنا أقول لكم كيف ستكون: سيتهمون الشرطة فوراً بأنهم ضد السامية وعنصريون. فماذا يتوقعون من أهل ام الفحم؟ أليس من حقهم اتهام الشرطة بالعنصرية؟ نعم من حقهم ذلك.
ويبدو أن العنصرية الإسرائيلية لا تكفينا. فهناك من (العرب؟) من رفض فكرة أن يكون فضيلة الشيخ كمال خطيب هو من سيلقي خطبة الجمعة. طيب ليش يا إخوان؟ بعضهم قال”لأنه من خارج ام الفحم ويجب أن يكون الخطيب من أئمة أم الفحم”. بعض آخر قال ” أن الحراك غير محزّب وهذا أكثر ما يميّزه، والشيخ كمال خطيب محسوب على الحركة الإسلامية الشمالية (التي حظرتها حكومة إسرائيل لأسباب عنصرية)، وأنه يعتبر شخصية سياسية عليها جدل كبير، وهنالك خلافات بينه وبين أطراف سياسية معينة”
ما هذا الهراء السخبف؟ ما هذه الحجج الواهية؟ هذا فقط أسلوب التقرقة والإصطياد في المياه العكرة؟ وهل الشيخ كمال من الصومال أو من أثيوبيا أو من الفلبين حتى تقولوا أنه “مش من ام الفحم”؟ عار على هؤلاء الذين يحملون مثل هذه الأفكار العنصرية الهدامة. أما الذين يقولون ان الحراك غير محزب وأن الشيخ كمال “محزًب” فنقول لهم: الشيخ كمال لم يأت من حزب “صهيوني” أو حزب معادٍ للإسلام، بل هو إنسان مؤمن بعقيدته الإسلامية ويدافع عنها. نعم، الشيخ كمال كثيراً ما تجري جدالات حوله لأنه شخصية قيادية رمزية تجاوزت شهرته حدود البلاد عربياً كشخصية وطنية، وهذه نقطة إيجابية وليس سلبية لمن يفهمها. وقد يكون للشيخ أيضاً خلافات سياسية مع آخرين وهذا أمر طبيعي فكل ساسة العالم لهم وجهات نظر وقناعات سياسية لها من يتقبلها ولها من يرقضها و يدور حولها نقاشات. وهذا طبيعي. كان الله بعونكم ما أصغر عقولكم.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد لي من توجيه كلمة شكر للشيخ طاهر العلي الذي تم التوافق عليه في البداية لتقديم خطبة الجمعة، وبعد علمه أن المظاهرة تحولت لقطرية، قام هو بمبادرة شخصية للتوجه للشيخ كمال خطيب لإلقاء الخطبة. الشيخ طاهر العلي اتخذ القرار الصائب، فهو ابن ام الفحم، وأهل مكة أدرى بشعابها، وما فعله يأتي في إطار مضمون بيان “الحراك الفحماوي الموحد” الذي نشره على صفحته عصر أمس الأربعاء، إذ جاء فيه: “منذ اليوم الاول لحراكنا لم نتدخل في خطبة الجمعة أو خطيبها لاعتبارات دينية، وكون الخطبة شعيرة من الشعائر الدينية، وكان التوجه العام الناظم هو الحفاظ على الخطيب فحماويا وترك القرار للأئمة.
الحراك الشبابي الفحماوي جاء ليفهم الساسة الذين يطالبون بإدخال الشرطة إلى المدن والقرى العربية كـ”حل أمني” هم على خطأ. وما جرى في ام الفحم خير مثال على ذلك. وقد صدق من قال :” إن دعوة الشرطة للحل الأمني منحدر شديد الخطورة، قد يعرّض حياة مئات الشبان لخطر الموت برصاص شرطةٍ عدوة”.
الأمر في منتهى الوضوح: الشرطة الإسرائيلية هي السبب الرئيس في إنتاج العنف، وسبب الكوارث الاجتماعية التي يعيشها المجتمع العربي. فتحية للحراك الشبابي الفحماوي، وعليهم الحذر من محاولات تخريب الحراك.