امرأة على وشكِ السّقوط في الحُبّ../حين قلت لها لم تعدي أنت في العتمة..
تاريخ النشر: 10/03/21 | 14:07امرأة على وشكِ السّقوط في الحُبّ..
عطا الله شاهين
لم تقع في في الحب البتة.. امرأة تعرّفت على شاب ذات مساء في نفق المترو، حين وقعت منها شنطتها، فما كان من الشاب سوى أنه أخذ شنتطتها من على الأرض، وناولها إياها، فشكرته المرأة على فعلته الرائعة، وتبادلا أطراف الحديث، وأعطته رقم هاتفها الخلوي، لأنها شعرت بأنه شاب لطيف، وتطودت العلاقات مع مرور الأيام بينهما، لدرجة أنها بدأت تسقط في حبه، لكنها لم تسقط حتى النهاية، وبقيت العلاقة مجرد لقاءات ليس أكثر.. وذات يوم التقاها على ضفة نهر، وسألها: هل وقعت في حبي؟ لم ترد عليه بلا أو نعم، إلا أنها ردت: ربما فالشاب صمت، وقال لها: إذن لماذا تقابلينني؟ فردت عليه: مجرد شعور يجذبني نحوك، ربما سأسقط ذات يوم في حبك، فقال لها: إذن لماذا تسمي هذا الإعجاب لي بحب، فعيناك لا تكذبان، فردت: لم أقع في حبك بعد، صدقني، فقام الشاب، واستأذنها، وغادر المكان، ولم يعد يرد على اتصالاتها.. وذات يوم وجدته يسير في نفق المترو، فاستوقفته، وقالت له: لماذا أنت غاضب مني؟ فرد عليها: كلا، مجرد زعل بسيط، ولكن لا أفهم بعد لماذا تصرين على مقابلتي، رغم أنك لم تقع في حبي؟ فردت عليه: أحاول السقوط بهدوء، لكن قلبي خائف من السقوط، فرد عليها: حاولي السقوط، وسأساعدك على السقوط، فابتسمت، وقالت له: كيف ستساعدني؟ فرد عليها: هناك طرق غريبة للسقوط في الحب، سترين فيما بعد، واستأذن منها، وسار في طريقه، أما هي فراخت تفكر عن أي طرق يتحدث ذاك الشاب اللطيف.. فهو لم يدنو مني ليقبّلني، لا أدري، ربما هناك طرق أخرى لا أعرفها، لكنني على وشك السقوط في الحب، فمتى سأصل إلى القاع؟ لا أدري، ربما سيحاول بطريقته الغريبة أن يوقعني في حبّه دون أن أدري..
——————–
حين قلت لها لم تعدي أنت في العتمة..
عطا الله شاهين
• أتذكر ذات زمن ولى، حين قلت لامرأة: يخيل لي بأنني مع امرأة أخرى تشبهك بصوتك ذات ليلة باردة سقط فيها الثلج بغزارة، لكنك لم تعدي أنت في العتمة، هكذا شعرت، حينما سمعت منك كلاما لا يشبهك، وهمسات صاخبة لأول مرة أسمعها منك، مع أنني التقيتك مرات كثيرة، ولكن كلها كانت في النهارات الباردة، فقلت: لعلني أهذي من حرارة الحيز، الذي على ما يبدو دلفت إليه بعدما افتقدك، وكنت أنتِ هناك متقوقعة على فراشك، رغم أنني نسيت بأنك ذهبتِ للنوم بسبب توتري من العاصفة الثلجية، التي بسببها علقت عندك.. كانت أصوات القطارات المسرعة على سكة الحديد المحاذية لكوخك الدافئ تزعجني، ولكنني بقيت أدخن سجائري على شرفة كوخك، مرتعشا من برد سيبيري لاسع.. كنت أنت في العتمة، فوجهك يشبهك، لكنك لم تعدي أنت تلك المرأة الخجولة، التي لم تقل لي أية كلمات قبل ساعة من الزمن .. فصوتك هو ذاته في العتمة.. فهمسك مثير للغاية لم أتذكر بأنك همست بهذه الهمسات سابقا، فقلت: لم تعدي أنت في العتمة، لماذا؟ هل لأنك في العتمة وقحة في الحب، لم تردي علي، ولم أستيقظ، إلا في الصباح، حينما أشرقت الشمس على وجهي، فنهضت، ولم أع أين أنا؟ فنظرت من النافذة، ورأيت امرأة تقطّع الحطب، فقلت: ما أقواها، حتى في الحب كانت قوية وحين رأتني قلت: لم تعدي أنت في العتمة، فابتسمت، ولم تقل أية كلمة….