خلفية خطيرة لزيارة البابا للعراق…لا يا سيادة الحبر الأعظم..الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/03/21 | 17:08الرئيس العراقي السابق صدام حسين، رفض في السابق زيارة البابا للعراق، ليس لأنه ضد زيارة رئيس الفاتيكان بصفة دينية، بل لأن الرئيس الراحل كان يعرف تماماً بأن الزيارة لها أبعاد سياسية ولذلك قال بصوت عالٍ: لا للزيارة، لأنه كان يعرف النوايا الحقيقية للزيارة.
زيارة البابا للعراق في هذا الوقت وفي وضع العراق الحالي تحمل في طياتها خفايا كثيرة. يعني أن مسيحيي العراق ليس السبب الرئيس للزيارة، فهناك أمر أهم من ذلك لدى من يحكم العالم في الخفاء. كنا نقرأ الكثير من التحليلات السياسية حول النية في تدمير العراق. والقصة ليست صدام بل أكبر بكثير من صدام. لقد دمروا العراق بحجة أن صدام حسين دكتاتورياً. يعني يدعون بأن صدام كان دكتاتورياً. لنفترض أنه كان كذلك. فالغرب والصهيونية هم من يربون الدكتاتوريين في أحضانهم ويتبنوهم ويدعموهم، ولا يعملون على إبعادهم عن الحكم، والتاريخ مليء بالأمثلة. لكن الحقيقة أن نظام صدام حسين كان حجر عثرة في طريقهم. لذلك فإن أسباب وخفايا زيارة البابا للعراق قد تكشفت بوضوح. المعروف أن البابا تربطه علاقته مع “آل روتشيلد وهو الشريك معهم في النظام العالمي الجديد. الآن طرحوا علينا اسم جديد وهو “الدين الإبراهيمي الجديد” وفي رسالته أمام العراقيين ركز البابا على السلام والعدل.
يا سيادة البابا “مش إحنا اللي بنحكى معنا عن السلام والعدل”. إذهب إلى جماعتك في الولايات المتحدة وإسرائيل وفرتسا وبريطانيا وإيطاليا وقل لهم: أغلقوا مصانع الأسلحة، وارفعوا أياديكم عن الشرق، هذا الشرق المقدس بكل أط يافه . هذا إذا كنت تريد فعلاً الحفاظ على المسيحيين في الشرق.
البابا ركز على أور مسقط رأس أب الأنبياء ابراهيم عليه السلام وأقام صلاة “الإبراهيمية” صلاة إبراهيمية جديدة. يا ايها الحبر الأعظم، اسمح لي بالسؤال: أليس من الأولى والأفضل لك كمرجع المسيحيين في العالم أن تهتم بنبيك السيد المسيح وبمسيحيي فلسطين الذي هم إلى الآن يعيشون أيضاً مثل المسلمين تحت الاحتلال الإسرائيلي وتحت الظلم والتهجير؟ وأن تهتم بمدينة السيد المسيح بيت لحم و الناصرة وبكنيسة المهد التي هجم جنود إسرائيليون عليها وقتلوا فلسطينيين لجأوا إليها ؟ وأن تهتم بكنيسة القيامة التي تآمر عليها رهبان يونان مع الصهاينة ؟ وان تهتم بالممتلكات المسيحية الي بيعت لإسرائيل؟
لو فعلت يا سيادة البابا لقلنا هذا هو العمل الصحيح ، لكن أن تأتي إلى أور , وتتحدث عن “الإبراهيمية” وتريد أن تجعل من أور كعبة جديدة فهذا غير مقبول بتاتاً وليس من شأنك. صحيح أن المسلمين الصهاينة وافقوا على ذلك كما وافق المسيحيون الصهاينة، لكن هذه الخطط لن تنطلي على أحد. وبذلك تكون الزيارة لها أهداف سياسية وليست دينية،
مشروع الإبراهيمية يا سيادة البابا كما يقول الباحثون، هو مشروع يرتبط جغرافيا وديمغرافيا وسياسيا واقتصاديا بالمشرق العربي امتدادا إلى تركيا و إيران ، وهو مشروع استعماري، وأنت على علم بذلك. مشروع المشترك الإبراهيمي جاء وفقا لدراسات قامت بها لجنة الدراسات الإبراهيمية في جامعة هارفرد كبرى الجامعات العالمية والتي ترتبط مع دوائر القرار العالمي، كما جاء في دراسة قدمتها الدكتورة المصرية هبة جمال الدين حول الإبراهيمية كدين جديد يعيد رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط.
الصديق بسام أبو شريف المستشار السياسي الخاص السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، خاطب البابا فرنسيس في مقال له في صحيفة”رأي اليوم” بالقول: “لم نسمع منك كلمة واحدة حول قتل اسرائيل لأطفال فلسطين ونسائها ورجالها، وتدمير بيوتهم، وتهجيرهم بالقوة القاتلة من القدس الشريف … ألا تهمك القدس ياسيادة البابا؟ هل سمعت بما فعلوه في بيت لحم مهد سيدنا المسيح ؟ ألا ترى ما يجري في فلسطين من عمليات ارهاب وقتل وجرائم حرب؟” في قطاع غزة أربعة ملايين يحشرون ويحاصرون ويمنع عنهم الدواء والغذاء والوقود ماذا فعلتم من أجلهم؟
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أردد مع الصديق بسام أبو شريف، تأتون الينا أهلا وسهلا لكننا نريدكم أن تقولوا كلمة حق لأعداء الانسانية … للصهاينة ، فنحن الانسانية يا قداسة البابا.