الريس حميدو كما يراه ألبير دوفال – معمر حبار
تاريخ النشر: 10/03/21 | 22:02مقدمة:
1. اشترى صاحب الأسطر الكتاب هذا الأسبوع، وأنهى قراءته في اليوم نفسه وهو ينتظر ابنته، وأعاد قراءته صباح اليوم لتلخيص وتسجيل بعض الملاحظات. ويضع تلخيصه وتعليقه الآن بين يدي القارئ الكريم.
2. الكتاب هو: كتاب: “الريس حميدو”، لألبير دوفال سنة 1858، ترجمة الأستاذ محمّد العربي الزبيري، مقدمة الترجمة بتاريخ: 15 جمادى الأولى 1392 هـ، الموافق لـ: 26 جوان 1972، المؤسّسة الجزائرية للطباعة، مطبعة بن بولعيد، الجزائر العاصمة، الجزائر، من 102 صفحة.
أوّلا: دوافع شراء الكتاب وقراءته وتلخيصه والتعليق عليه:
3. يعترف صاحب الأسطر أنّه لأوّل مرّة يقرأ عن الجزائري الريس حميدو رحمة الله عليه، وقد سبق أن رأى كتبا عنه تباع ولم يشتريها يومها.
4. الشخصية جزائرية بقلم فرنسي. وتاريخ التأليف -حسب المترجم- سنة 1858 أي لم يكن بعيدا جدّا عن الفترة التي عاشها المعني، راجين في الأيّام القادمة أن نقرأ لشخصية عايشت الريس حميدو.
5. يرى الفرنسي الكاتب أنّ الاستدمار الفرنسي “حضارة؟!”.6
6. يصف الجزائريين بقوله: “البرابرة لايخضعون إلاّ للقوّة القاهرة المتواصلة”. 7
7. يبدي الرجل حقده على الجزائر وبوضوح وعلانية، ويصف بصدق بطولة وشجاعة الجزائريين، ويكذّب الأمريكيين ويرد عليهم وهو يدافع عن الجزائريين بقوله: الجزائريين أقوى من يفرض عليهم الأمريكي شروطه بهذه السهولة، وهو الحاقد على الجزائر.
8. يقول: سقطنا كثيرا لدى أعين هؤلاء القراصنة -يقصد الجزائريين البحارة- بسبب أنّنا لم ندفع لهم ديونهم. 31
9. يعاتب الكاتب الفرنسي الفرنسيين ودول أخرى التي استسلمت للريس حميدو دون مقاومة و”التي تقف طائعة عند الطلقة الأولى وتنقاد خاضعة بلا حراك ولا كلام”. 58
ثانيا: ظروف الكتاب :
1. قال: اعتمدت على وثيقة تتمثّل في سجل افتتح سنة 1765 لتسجيل الغنائم واقتسامها بين قراصنة الجزائر. 8 و”من هذا السجل استقيت جلّ المعلومات التي سأقدّمها حول الريس حميدو”. 9
2. يقول: إنّ البحوث العديدة والشاقة التي قمت بها من خلال آلاف الوثائق التي لايصبر القارئ لتعدادها.11“
3. بالإضافة إلى الوثائق الرسمية التي اعتمد عليها، أقرّ وفي أكثر من مناسبة بأنّه اعتمد على الشهادات المقولة وهو يعترف بما لها من نقائص وعدم ضبط وخيالية. 60
ثالثاا: الجزائر في نظر المستدمر الفرنسي:
4. يصف الجزائر بقوله: “بلد تقلّ فيه الكتابة بصفة عامة، والمذكرات بصفة خاصّة”. 9
5. إنّ الجزائريين لم يكونوا يهتمون بالتّعليم، وأنّ قيادة أسطولهم لاتستثني من هذه القاعدة التي تميّز جميع البلدان الإسلامية”. 16
6. الجزائريين -يسميهم الأهالي- لايؤرخون للأحداث ولا يعرفون عن وقوعها شيئا. إنّهم لايعرفون حتّى أعمارهم، ولا يؤرخون مكتوباتهم إلاّ نادرا. 20
7. يتساءل الكاتب: كيف يمكن للبحارة الجزائريين ومنهم الريس حميدو أن يسيطروا مدة طويلة على البحر الأبيض المتوسط يجابهون أساطيل الدول العظمى وهم أميون ويحتقرون العلم؟ 18
رابعا: الأتراك بعيون الاستدمار الفرنسي:
1. وصف الأتراك بقوله: “جماعة من الناهبين البلداء المتزمتين”. 7
2. قال: كان المسيحي حين يسلم يكون أفضل من اليهودي والجزائري من حيث معاملة الأتراك له. لأنّ المسيحي ينتمي للمذهب الحنفي وهو مذهب الأتراك باعتبارهم المتحكمين في الجزائر. أمّا اليهود فإنّهم كانوا ينتمون إلى المذهب المالكي، أي مذهب الجزائريين الخاضعين للأتراك. 13
3. يقول: جزء من تمويلات الحملة الفرنسية ضدّ مصر خرج من أيالة الجزائر، بسبب الديون الجزائرية المترتبة على فرنسا وكانت إحدى الأسباب في احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830. ص35
4. قال: كان الجزائريون يهاجمون السفن التركية وسفن الدول التي كانت لها علاقات حينها مع الباب العالي. والأمم المتعاهدة مع الباب العالي، فإنّ معاهداتها لاتمنعها دائما من أهانات الجزائريين. 51
خامسا: وصف الريس حميدو:
5. لم يكن الريس حميدو لاتركيا ولا كرغليا، بل عربيا من الذين استوطنوا المدينة منذ زمن طويل. وكان من أبناء “مدينة الجزائر”. 10
6. بعد أن اشتهر الريس حميدو دعاه الداي لمدينة الجزائر بين 1790-1791. ص21
7. ظلّ الفرنسي يعترف بقوّة وشجاعة الريس حميدو وبأنّه أهل للقيادة. 18
8. ظهر اسم الريس حميدو لأوّل مرّة على دفتر الغنائم سنة 1797. ص 27
9. ذكر الفرنسي وبالتّفصيل أسماء السفن الأوربية والعربية والإنجليزية والأمريكية وغيرها التي استولى عليها، والغنائم المختلفة والعديدة والثمينة التي تحتويها، وعدد الأسرى وجنسياتهم، والأماكن التي تمّ فيها بيع ماتحمله السفن، وكذا أسماء القادة البحرين. 64 والسفن التي كانت ترافقه، وقادة السفن الذين كانوا تحت قيادته. 70
10. يصف الريس حميدو بالبارع حين استولى على سفينة برتغالية رافعا العلم الإنجليزي ماجعله يدخل المياه البرتغالية ويرتاحون له، فيخطفها من أيديهم دون أن يقدروا على فعل شيء. 6
11. يعترف أنّ الريس حميدو استولى على عدّة سفن حربية بالإضافة إلى سفن تجارية أوروبية، وأمريكية. 64
12. ذكر قائمة بتاريخ 1803 تضم أسماء القادة الذين أسرهم الريس حميدو 68.
13. يصف بالتفصيل المعركة التي وقعت بين سفينة الريس حميدو والسفينة التونسية وقتل فيها 41 جزائري و230 تونسي. 85
14. يصف موت الريس حميدو قائلا: كانت النهاية شريفة يستحقها من كان في مثل شجاعته، ولقد لفظ أنفاسه الأخيرة وهو على كرسي القيادة، هادئا ومقداما، تحت نيران أحد الأساطيل الأمريكية الذي باغته فطوقه وكانت مقاومة حميدو مشرفة على الرغم من عدم تكافىء القوات، والتفوق الأمريكي الذي لم يترك له أي أمل في الحياة. 88
سادسا: العلاقات الجزائرية بالولايات المتحدة الأمريكية:
15. أبرمت معاهدة بين أيالة الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية سنة 1795، تتعهد بموجبها والولايات المتحدة الأمريكية أن تدفع ضريبة سنوية قدرها 12 ألف سلطاني أي 64.800 ف. وظلّت تدفع هذه الضريبة لغاية سنة 1810، وعندما توقف الدفع سنة 1811 وقعت الحرب رسميا بين الأمتين سنة 1812. 90
16. يقرّ بأنّه في حملة الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ الجزائر سنة 1815، سيسمح لنفسه هذه المرّة أن يأخذ من مصدر غير جزائري، وقد أخذ كثيرا عن الجزائري. أضيف: لكنّه أخذ منهم ثمّ فنّد أكاذيبهم ومبالغاتهم حول الجزائري.
17. يقول وهو يصف كذب وليام شارل: “إنّه يخادع نفسه خاصّة عندما تكلّم عن سهولة الحملة ضدّ الجزائر”. 93
18. يدافع عن الجزائر وهو يردّ أكاذيب القنصل وليام شالر[1] بقوله: يرمي إلى التقليل من العبقرية العسكرية بالنسبة للأمم التي وقع الخلاف بينها وبين الجزائر قبل وبعد حملة الأمريكيين هذه. 96
19. يقول: في سنة 1815 فرضت الولايات المتحدة الأمريكية على الجزائر سلما مخزيا. واستولوا على سفينة الريس حميدو، واستشهد يومها، وبقيت الجزائر دون حماية ماجعل الولايات المتحدة الأمريكية تستغلّ الضعف الجزائري وتفرض شروطها المخزية على الجزائر. 97
20. يصف نهاية الريس حميدو بقوله: كانت تلك هي نهاية حميدو البطولية. وهي نهاية مجيدة لم تتركه يذوق آلام تسليم الكافرين. ولم يشاهد إذلال وطنه في العام التّالي. 101
خاتمة:
21. كان على الأستاذ المترجم محمّد العربي الزبيري أن ينشر العنوان الأصلي للكتاب. والكتاب يحتاج –في تقديري- لمراجعة وتحقيق.
22. ينظر القارئ المتتبّع لحديث ألبير دوفال في وليام شارل قنصل الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر من زاوية التنافس حول احتلال الزائر واستدمارها ونهب خيراتها والاستيلاء على ثرواتها.
[1] يقصد وليام شارل صاحب كتاب: “وليام شارل، قنصل الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر 1816-1824″، تعريب، وتعليق، وتقديم الأستاذ: إسماعيل العربي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع, 1982، من 350 صفحة.وكتبت عبر صفحتي بتاريخ: 26 نوفمبر2016، وبالحرف: “ويكفي أن كتاب “مذكرات وليام شارل القنصل الأمريكي بالجزائر ” قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر، كان من أسباب الاحتلال، لأن القنصل هو الذي دلّ الفرنسيين على نقاط ضعف الساحل الجزائري، وطلب منهم استغلال تلك النقطة، ثم ترجم الكتاب سرا إلى اللغة الفرنسية ، وطبقت وصايا القنصل الأمريكي في احتلال الجزائر”.
وكتبت عبر صفحتي بتاريخ: 22 أفريل 2020، وبالحرف: “وهو الذي أوصى بترجمة الكتاب إلى اللّغة الفرنسية. وفعلا ترجمته فرنسا سرّا. وهو الذي حثّ فرنسا على احتلال الجزائر من أضعف نقطة وهي سيدي فرج. وطبّقت فرنسا وصاياه بالحرف الواحد. ونجحت في احتلال الجزائر عبر سيدي فرج. وحكام الجزائر يومها في نوم عميق”.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار