تحيّة في ثمانينيّة محمود شقير
تاريخ النشر: 22/03/21 | 9:22بمناسبة بلوغ الكاتب المقدسي محمود شقير الثمانين عاماً، وجدتني أكتب له بطاقة معايدة تحمل لونًا آخر.
تواصلت معه في حينه لترتيب أمر مشاركته في حفل إشهار كتاب “مرايا الأسر” للأسير المحرّر حسام كناعنة في نادي حيفا الثقافي يوم 21.07.2016 ولكن تعذّر حضوره بسبب مرض ألمّ به، وبعث لي بمداخلته وأُلقيت في الأمسية، وبعدها كان لي شرف المشاركة بتسليمه درعًا تكريميًّا في أمسية تكريميّة أقيمت له مساء 20.04.2017 تلتها سهرة امتدت ساعات في مطعم حيفاوي.
حين قرأت روايته “مديح لنساء العائلة” كتبت حولها قراءة عنونتها: “بالمرأة تنهض الأمم”؛ لأنّي وجدته يحمل الهمّ النسوي وتطرق لمعاناة المرأة الفلسطينية ومحاولة التمرّد على القيود والتقاليد وسلطة الرجل في مجتمع ذكوريّ لتغيير واقع المرأة وتناول همومها ومشكلاتها محاولًا نقل صورة حقيقية لظلمها واضطهادها.
بدأت مشروعي التواصليّ مع أسرى يكتبون في حزيران 2019، وفي غالبيّة لقاءاتي بالأسرى ورد اسمه كمن تابع كتاباتهم، شجّعهم ووجّههم، كتب لبعضهم تقديمًا أو تظهيرًا، تعزّز التواصل بينهم وأطلقت عليه في إحدى ندوات “أسرى يكتبون” التي تقيمها رابطة الكتّاب الأردنيّين “عرّاب الأسرى”.
التقيته ظهر السبت 22.08.2020 في القدس وتناولنا أدب السجون ودوره الفعّال بالتواصل مع أقلامهم، وأهداني إصداراته الأخيرة: “تلكَ المُدنُ البعيدة”، و”وقتٌ آخرُ للفَرح” (من أدب الرسالة، بمشاركة الصديقة شيراز عنّاب، وكم سعدتُ حين كنت أوّل من وقّع له على إهدائه حينما أحضرته له من حيفا، وزوّدني بنسخ لتشارك بمشروعي “لكلّ أسير كتاب” وسيرته الأدبيّة “أنا والكتابة من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات”، كان لقاءً مثريًا وتبادلنا الكتب(أهديته بدَوري كتابي “أمميّة لم تُغادر التلّ”)، وكم كانت فرحته عظيمة حين احتضن إصداره الأخير الذي أحضرته له من حيفا رغم أنّه صدر له العشرات قبله.
أدهشني كونه قارئاً جادّا، رغم جيله، حيث طلب منّي نسخًا من كتب الأسرى المشاركة في برنامج “أسرى يكتبون”، وحين بعثتها له فوجئت به يقرأها من ألفها إلى يائها ليشارك مشاركة فعّالة ومُثرية، لا صوريّة، رغم معرفتي الشخصيّة بـ”كُتّاب” يكتبون أكثر ما يقرؤون وبعضهم لم يتصفّح كتابا “عدا كتبه” في العشر سنوات الأخيرة!
وجدته متابعًا مُلهمًا للكثيرين ولا يبخل بنصيحة موجّهة هنا وهناك.
أتمنّى لك عزيزي محمود العمر المديد والصحّة لتزيدنا علمًا وتجربةً وعطاءً.
حسن عبادي/ حيفا