ربطة عنق.. / بتّ مبيتاً للنوارس..
تاريخ النشر: 23/03/21 | 8:37 ربطة عنق..
عطا الله شاهين
ألحّت عليه أن يرتدي ربطة عنق ذات صباح خريفي، مع أنه لا يحب ارتدائها، ومن كثر إلحاحها قال لها: حسنا وارتداها على مضض، فقال لها وهو محتد: ألا ينفع أن أخرج من البيت للذهاب إلى العمل بلا ربطة عنق؟ فأنا لا أعمل في مصرف، أو في مؤسسة ما تفرض لبس ربطة العنق، وقف أمام المرآة، وربطها بهدوء ونظر إلى المرآة وكأنه لا يعرف ذاته بربطة عنق..
عاد في المساء من العمل، وخلعها من على عنقه، وعلّقها على العلاقة، وقال لذاته: لا أدري، هل سأقنعها بأن ربطة العنق إلا أنه تراجع عن الحديث معها حول ربطة العنق، وتمتم في ذاته: الغريب أنها لم تسألني عن ربطة العنق، عندما دخلت إلى داخل البيت، لربما نسيت، أو أنها لم تعتاد علي بمظهري في new look الجديد.
—————————–
بتّ مبيتاً للنوارس..
عطا الله شاهين
هيكلك يأكله الصدأ كل يوم
ترسوين منذ زمن بلا إبحار
الميناء بات مغلقا للمسافرين
فيروس صغير أبعد عنك أناسا يعشقون السفر عبر البحار
أنت ترسوين على ميناء حزين
راسية أنت بهكلك، الذي يعلوه صدأ الزمن ..
لم تعدي بيضاء ..
أمواج البحر تحرك هيكلك، وأنت ثابتة على ميناء صامت
بتّ مبيتا للنوارس
لم يعد يسمع صوت صفّارتك
فأنت هنا راسية على ميناء حزين
فصمتُ صفّارتك طال
أنت سفينة فقط للإبحار
فمتى ستقلعين من هذا الميناء الحزين؟
فالنوارس باتت تنام على متنك
ترسوين على ميناء بات مخيفا من صمت المكان
أنظر إليك بحزن
أقول قبل مغادرتي المكان: يا لهذا الزمان،
ها هي النوارس تستعد للنوم على متنك بكل هدوء..