بعيداً عن انتخابات الكنيست … محطة استراحة بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/03/21 | 10:03أعرف أن نتئائج الإنتخابات هي الحدث الآني الأهم في هذا لوقث وبما أن النتئائج النهائية لم تظهر بعد حتى يتسنى لنا تحليلها، رأيت من الأفضل أن أبعد القاريء (بوضع ضمة على الأف) عن السياسة مؤقتاً، ليكون مقالي اليوم بمثابة استراحة محارب له. والقاريء بحاجة، من وقت إلى آخر، الى محطة استراحة ليريح نفسه من عناء السياسة وعوارضها الجانبية الكثيرة. ولذلك فكرت ان يكون مقالي هذه المرة بعيدا كليا عن السياسة وما ينجم عنها من وجع رأس. وفكرت في إطلاع قراء موقع “العرب” على حدثين ألمانيين، فريدين من نوعهما ولا علاقة لهما بالسياسة.
الدولة الالمانية معروف عنها اهتمامها بالبشر والشجر والحجر، حتى انها تهتم بشكل قد يكون مبالغا فيه بنظافة الشوارع والمراحيض العامة، وتسن قوانين وترصد أموالا طائلة للحفاظ عليها. لكن المسؤولين الألمان عاتبين على الرجال في بلدهم، لأنهم لا يشاركونهم في تنفيذ توجيهاتهم.فهم على سبيل المثال يعمدون إلى التبول في الطرقات والحدائق تجنبا لدفع رسوم التبوّل.
السلطات المختصة في مدينة كولونيا، غربي ألمانيا، قررت معالجة هذه الظاهرة، فأقدمت على إعفاء الرجال من دفع رسوم مقابل استخدام المراحيض العامة، فيما فرضت على المرأة رسما بقيمة 50 سنتا (حوالي 2 شيكل ونصف).
ولم تحتج الجمعيات النسائية على قرار الجهات المسؤولة في مدينة كولونيا ولم تعتبره تمييزا بحق المرأة، لأن سلطات المدينة اوضحت أن السبب وراء القرار هو سوء أخلاقيات الدفع لدى الرجال. فإذا فرض عليهم دفع رسوم مقابل استخدام المرحاض، فإن الكثيرين منهم سيتبولون ببساطة على جانب أقرب شجرة. ما يعني وجود إشكالية كبيرة لدى المرأة في التبول في الخلاء..!
اما الحدث الثاني، الذي لفت انتباهي، فهو دراسة صحية أقدمت عليها مدينة هامبورغ الألمانية، ووصفت بأنها أكبر دراسة صحة محلية في العالم، لإلقاء الضوء على عوامل الخطر لـ26 مرضا شائعا، بينها الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، والسكري والخرف والاكتئاب والجلطات الدموية.
المستشفى التعليمي الجامعي في مدينة هامبورغ قرر إصدار “الدراسة الصحية لمدينة هامبورغ”. وهي عبارة عن جمع بيانات لحوالي ثلاثين عيادة ومعهد في المستشفى التعليمي الجامعي في المدينة، لتقييم البيانات الحيوية لحوالي 45 ألف ساكن تتراوح أعمارهم ما بين 45 و74 عاما في المدينة، التي تعتبر ثاني كبرى المدن الألمانية بعد برلين.
المعلومات المتوفرة تقول إن كل مشارك في الدراسة سيخضع لفحص طبي شامل، يستغرق ست ساعات، ويشمل قراءة الدم وأشعة فوق البنفسجية، وسيتلقى المشاركون تقريرا بالنتائج وتوصيات لطبيب العائلة، ثم يبقون تحت المتابعة الطبية لفترة طويلة، من خلال دراسات مسحية على التغيرات التي تطرأ على حياتهم.
المتحدث باسم الدراسة اكد ان هذه الدراسة هي فرصة “لفحص كميات كبيرة من البيانات، ما يبقي سكان هامبورغ أصحاء، وللتمكين في المستقبل من اتخاذ مسالك شخصية، والقيام بإجراءات وقاية أفضل ومنها إجراءات علاجية.
المستشفى الجامعي في المدينة أشار إلى أن فحص جميع المشاركين سوف يستغرق ست سنوات، ولكن من المتوقع صدور النتائج الأولى للدراسة، بشأن توزع 26 مرضا عبر هامبورغ أواخر العام المقبل. فما أغلى الانسان في ألمانيا وما أرخصه عند العرب..!!