ذاب التلج وبان المرج… وضربة موجعة للمشتركة الثلاثية بقلم الإعلامي/ أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/03/21 | 10:08انتهت انتخابات الكنيست, انتهى يوم الثالث والعشرين من مارس/ آذار وانتهت المناكفات وتبادل التهم عبر الفيديوهات ووسائل التواصل الاجتماعي. انتهى كل شيء وظهرت النتائج. الشعب قال كلمته. الناخب العربي حاسب الجميع وعاقب من يستحق العقاب وكان عقابه قاسياً. قلنا لا تستهينوا بإرادة الناخب، فلم يقتنعوا.
كانوا في قائمة واحدة أطلقوا عليها مشتركة جلبت لهم 15 عضو كنيست. فتفرقوا وانقسموا ليس خلافاً على مصلحة الشعب بل خلافاً على مصالحهم. نقاط الخلاف كانت تتركز في أمرين: الشذوذ بفرعيه (اللوطي والسحاقي) و نتنياهو . هاتان النقطتان هما الرئيسيتان للخلاف بين قائمة تريد “كرامة وحقوق” وقائمة تريد “صوت مؤثر وحقيقي”. لقد دفعوا الثمن غالياً.
منصور عباس أعلن انفصاله عنهم وبقوا وحدهم في الساحة الانتخابية بثلاثيتهم (التجمع، العربية للتغيير والجبهه) وأبقوها مشتركة. لكنها مشتركة بدون عباس.”مشتركتهم” كانت الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات. ما هذه “المشتركة “التي انخسفت من 15 إلى 6 أعضاء. المشتركة الثلاثية الحالية منيت بضربة في الصميم. لقد ذاب الثلج وبان المرج.
المفروض بالمشتركة الثلاثية أن تحصل على 11 مقعداً حسب ترتيب قائمتها. هكذا اعتقدت بعد انفصال عباس عنها. لقد شكل أقطاب الثلاثي قائمتهم دون تفكير واحتساب لقوتهم في الشارع أو أن حساباتهم قد خانتهم. حصلوا تقريباً على نصف ما كانوا يتوقعون. ضربة في الصميم. إصرارهم على النادي المغلق حصلوا على ثمن إغلاقه في وجه الآخرين. اعتقدوا بأنهم الأقوى فكانت النتيجة أنهم الأضعف. اعتقدوا بأنهم سيفوزون بسهولة حسب خططهم فلم تجر رياح الفوز كما اشتهت سفينتهم الانتخابية.
آلاف الناخبين العرب فضلوا الذهاب للطبيعة للتمتع بالربيع على الذهاب لصناديق الاقتراع ووضع ورقة المشتركة (و ض ع م). نعم. لقد شعر الناخب برائحة العنجهية والتعامل غير المريح ورفض الآخر. والآن عليهم أن يحاسبوا أنفسهم وليتعلموا من أخطائهم ‘ذا كانت لديهم النية في أخذ الدروس والعبر.
مشترك ثلاثية تلقت ضربة موجعة على الرأس، و “موحدة” الإسلامية الجنوبية رفعت رايات النصر والفوز. فإذا كانت المشتركة قد منيت بخسارة نتيجة ممارساتها فإن “الموحدة” أحرزت الفوز أيضاً لأسباب معينة، بعد أن عاشت ساعات كاد فيها قادة الإسلامية الجنوبية أن يصابوا “بسكتة قبية” لأن نتائج العينات الأولى أظهرت أنهم لن يعبروا نسبة الحسم. لكن في النهاية تغيرت المعادلة وانشرحت قلوبهم وذهبت “الجلطة” وحلت مكانها “الفرحة” بدخول الكنيست. مبروك عليكو هذه المؤسسة الصهيونية. منصور عباس وفور فوز قائمته بخمسة مقاعد سارع إلى القول، أن قائمته ستكون بيضة قبان في الحكومة المقبلة، ويستشف من كلامه أن لا مانع عنده من دعم حكومة برئاسة نتنياهو مقابل خدمات أسماها لمصلحة المواطنين العرب.
أنا أعتقد بأن “القائمة الموحدة” وفي حملتها الانتخابية لعبت على وترين حساسين في المجتمع العربي وباعتقادي هما السبب في فوزها: أولهما السبب الديني: المعروف أن مجتمعنا العربي مجتمع محافظ يقدس الدين ويوجد للدين مكانة مرموقة لديه. وشعبنا شعب عاطفي. في كل برلمجها ودعاياتها الانتخابية كانت “الجنوبية” تتحدث باسم “الحركة الإسلامية في البلاد” وهناك آلاف المواطنين الذين يعتقدون بأن الحركة الإسلامية التي تتحدث عنها “الجنوبية” تشمل شقي الحركة بدليل أنها استخدمت صورة للشيخ رائد صلاح في حملتها الانتخابية، كما استخدمت الأقصى في ذلك.
السبب الثاني:الحملة الكبيرة في المجتمع العربي ضد نأييد ” الجبهة ” للشذود ومواقف عايدة نوما وأيمن عودة من هذا الموضوع، المكروه والمنبوذ اجتماعياً لدى كل عربي مسلم، وطبعا هناك اأيضاً من غير المسلمين الذين لا يؤيدونه.
قوة “الموحدة” تراجعت إلى أربعة نواب حسب معلومات راديو “مكان” صباح اليوم. المشوار لا يزال طويلاً. وفي الأيام القادمة سنرى ما سيحمله لنا النهج الجديد لمنصور عباس. ويبدو أن القضية لدى القائمة الموحددة هي قضية عرض وطلب في موضوع تشكيل الحكومة. فالنائب وليد طه أعلن صباح اليوم الخميس في رايو مكان ان الجهة التي تقدم الأحسن والأفضل للقائمة الموحدة ستحظى بدعمها، بمعنى سيان عندها إن كان ذلك نتنياهو أو بينيت.
على كل حال، ذاب الثلج وبان المرج وعرف كل واحد حجمه الحقيقي في المجتمع العربي. وسننتظر ما إذا كانت “الموحدة ستبقى خارج جيب اليمين وخارج جيب اليسار كما ادعت، أم أنها لا بد لها مرغمة أن تكون في جيب هذا أو جيب ذاك في الحكومة لتحقيق ما تصبو إليه للمجتمع العربي حسب برنامجها.