سَلْمى الجَمالِ*- شعر: محمود مرعي

تاريخ النشر: 02/04/21 | 9:01

سَلْمى الجَمالِ بَراها اللهُ مُفْرَدَةً.. في الحُسْنِ لَمْ تَحْكِها مِنْ قَبْلُ حَسْناءُ

ثَوى الجَمالُ بِقَلْبٍ طَيِّبٍ دَنِفٍ.. وَنَضَّرَ الجِسْمَ، وَالحُسَّادُ حَوَّاءُ

فَكُلُّ غاداتِ هٰذي الأَرْضِ تَحْسُدُها.. وَالنَّقْصُ في الخَلْقِ لَمْ يُعْوِزْهُ إِغْراءُ

وَوَحْدَها وَرْدَةُ الفِرْدَوْسِ مُفْرَدَةٌ.. في الحُسْنِ وَالعِطْرِ، كَمْ في العِطْرِ أَشْذاءُ

فيها الدَّلالُ يَشُدُّ الرُّوحَ يُنْعِشُها.. وَطيبُ بَسْمَتِها لِلشِّعْرِ إِنْشاءُ

الوَجْهُ بَدرٌ صَفا بِالنُّورِ مُكْتَمِلٌ.. تُجِلُّهُ العَيْنُ ما جَلَّتْهُ ظَلْماءُ

لَها جَبينٌ وَماءُ الحُسْنُ أَشْرَبَهُ.. نُعومَةً وَصَفاءً دونَهُ الـماءُ

تَحْتَ الجَبينِ هِلالانِ انْجَلى بِهِما.. حُسْنٌ يَزيدُ جَلالًا، عَزَّ إِيفاءُ

عَيْنانِ نَرْجِسَتانِ الكُحْلُ حَوْلَهُما.. كَحارِسٍ قامَ لا يَعْروهُ إِغْفاءُ

أَوْ شِئْتَ قُلْتَ عُيونُ الرِّيمِ تَعْشَقُها.. إِذا رَنَتْ بِفُتورٍ فيهِ إِغْضاءُ

وَالهُدْبُ تَحْكي سُيوفًا غَيْرَ مُغْمَدَةٍ.. وَنَظْرَةُ العَيْنِ إِسْقامٌ وَإِشْفاءُ

فيها ابْتِسامٌ تَوارى خَلْفَهُ غَضَبٌ.. لكِنَّ بَسْمَتَها لِلْمَيْتِ إِحْياءُ

وَالأَنْفُ يَحْكي قَناةً، جَلَّ صاقِلُهُ.. الحِنْوُ سيماهُ، كَمْ لِلْحُسْنِ سيماءُ

خَدَّانِ قَدْ بُسِطا إِنْ شِئْتَ وَصْفَهُما.. بِغَيْرِ ما فيهِما، نادَتْكَ أَحْناءُ

تُصَحِّحُ الوَصْفَ مِمَّا قُلْتَ تَعْدِلُهُ.. تَعي الَّذي غابَ، لا تُحْصيهِ أَسْماءُ

تَعودُ تَغْرَقُ في خَدَّيْنِ حُسْنُهُما.. يُغْريكَ في الوَصْفِ ما يُبْديهِ إِيحاءُ

كَأَنَّما الوَرْدُ مَنْثورٌ بِحُمْرَتِهِ.. عَلى مُمَرَّدَ مَصْقولٍ، وَشَذَّاءُ

فَإِنْ تُعايِنْهُما تَحْسَبْهُما خُلِقا.. هٰذا لِهٰذا، فَلا جَفْوٌ وَإِقْصاءُ

أَمَّا الشِّفاهُ فَلَفْظُ الـميمِ يُظْهِرُها.. عَلى التَّمامِ جَمالًا فَوْقَ ما شاؤوا

صادٌ تَأَنَّقَ في تَشْكيلِها مَلَكٌ.. وَالحِبْرُ أَحْمَرُ وَالفُرْشاةُ حَمْراءُ

فَالثَّغْرُ زَوْرَقُ نارٍ وَسْطَهُ بَرَدٌ.. ضِدَّانِ قَدْ جُمِعا، وَالحُسْنُ لَأْلاءُ

سَلْمى الجَمالِ وَما تُحْصى مَحاسِنُها.. وَلا الـمَفاتِنُ، قالَ: الحاءُ وَالباءُ

سَلْمى الغَزالَةُ لا غِزْلانُ كاظِمَةٍ.. وَصارِمُ اللَّحْظِ مِنْها جِدُّ فَرَّاءُ

سَلْمايَ فَرَّاءُ تُجْري الصُّبْحَ ما ابْتَسَمَتْ.. مِنْها إِلَيْها، وَلا يُجْريهِ إِذْكاءُ

السِّحْرُ فيها حَياةٌ كُلَّما ابْتَسَمَتْ.. وَالسِّحْرُ في الأَرْضِ إِهْلاكٌ وَإِفْناءُ

وَالدَّهْرُ أَفْلَحُ وَالـميمُ الصَّحيحَةُ هِيْ.. وَالعَيْبُ في الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ فَلْحاءُ

(*من مجموعة “سلمى” الَّتي ستصدر قريبًا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة