أن أرى الوهمَ حقيقة .. / حين بتُّ في عزلتي عقلانيا في كل شيء ..
تاريخ النشر: 05/04/21 | 23:23 أن أرى الوهمَ حقيقة ..
عطا الله شاهين
أن أرى امرأة أتخيلها كل الزمان
فهذا يعني ضرب من الجنون،
لكنني أتوهم بأنها ستفاجأني بوقوفها أمامي ذات زمن
فأن أنتظر امرأة تعلق صورتها في عقلي
فهذا يعني وصول عقلي لحالة الهتر
أدري بأنني عقلاني في التفكير بوهمي المجنون، الذي أتوقع أن يبيت حقيقة
فأن أنتظر امرأة لتأتي إلي من العدم
فهذا يعني بأنني وصلت لحالة من العقلنة المثالية في التفكير
أن أنتظر امرأة لتأتي من العدم
فهذا يعني أنني أرى الوهم حقيقة
ففي كل يوم أراها في عقلي، وأجنّ من سحرها
—————————
حين بتُّ في عزلتي عقلانيا في كل شيء ..
عطا الله شاهين
لم أرغم على البقاء لزمن منعزلا في عزلة، علمت فيما بعد بأنها شيء إيجابي، لدرجة أنني بت عقلانيا في كل شيء، حتى في تفكيري عن مغزى الحياة.. ففي عزلتي اكتشفت بأنني قادر على العيش بلا حب، وبلا عاطفة.. لم أفكر في امرأة، ربما لأنني قررت أن لا أفكر في الجنس الآخر، ليس من باب عدم التفكير في أهمية المرأة في العزلة، بل لأنني كنت منشغلا في كتابة رواية خلت من النساء، هكذا من باب الصدفة.. ففي عزلتي بت عقلانيا حتى مع صمتي، ومع صمت المكان.. كنت أراقب في النهار عناق الغيملت تحت سماء زرقاء ولكنني لم أشبهها بعناق امرأة.. كنت أسمع صفير الرياح، التي كانت على وشك خلع كوخي الخشبي وكنت أصلي لكي تهدأ تلك الرياح كي لا أظل بلا مكان يأويني.. كنت أرتعش من البرد، لكنني لم أفكر بدفء امرأة، كالتي دفأتني ذات زمن .. نسيت كل شيء من الماضي .. بقيت منعزلا عن الناس بمحض اراداتي.. علمت بأن العزلة للإنسان شيء غير عادي. ففي العزلة يشعر المرء بقسوة الحياة.. لم أتخيل بان العيش في انعزال لزمن يمر هكذا بلا أية ضغوطات نفسية، صحيح بأن العزلة راحة للإنسان من ضجيج المدن، ومن فوضى حياة الناس، لكن العزلة علمتني أن أكون عقلانيا حتى في التفكير حول أي موضوع، لدرجة أنني اكتشفت بأن عزلتي أفادتني بأشياء لم أع في السابق أهميتها، مثل العيش في هدوء لزمن بلا تذمر امرأة، وهذه العزلة لم تميتني، بل على العكس بت إنسانا عقلانيا في كل شيء، حتى أنني فهمت لغز العزلة بعد مرور مدة من الزمن ..