ورشة الكتابة الأدبيّة، (أصوات تختلف) مشروع نوعي في التّفنين النّصي
تاريخ النشر: 09/04/21 | 10:48بإشراف الأديبة رجاء بكريّة
” لدينا طاقات لخامّة جيّدة من المواهب تستدعي طاقات متمهّنة تشرف عليها، تصقُلُها وتُدرِّبُها، كي تمنح السّاحة الأدبيّة نُخبة منتقاة من صُنّاع الأدب الجيّد، وعلى هذا أشتغل الآن”، (رجاء_ب)
عن الباهرة_حيفا
جرت، الأسبوع الفائت فعاليّات الأمسية الأدبيّة، (أصوات تختلف). ورشة تشرف على تدريبِ طُلّابها الأديبة رجاء بكريّة ضمن لقاءات أسبوعيّة متداخلة الثّقافات، (مسرح، أدب، وفنّ تشكيلي) في مساق الكتابة الإبداعيّة، مدرسة الظّهرت الشّاملة| الفريديس| جنوب فلسطين،( قرية شفَيّا تاريخيّا) ورشة نوعيّة في تذويت المعلومة، النّص المرئي، المسرحي والكلامي في مسار فنيّة الكتابة، وذلك عبر نظام الزّوم. الجديد أنّ الإنجازات النصيّة تجاوزت التوقّع من طلّاب جيل 14 سنة. الأمر الذّي جعل المدرسة تؤسّس مسرحا لاستكمال دائرة الثّراء والإثراء الفنّي على السّواء. والمسرح يعمل على دمج مصادر الفنّ المختلفة في بوتقة واحدة، ويضيف سيناريوهات مسرحيّة تشتغل الكاتبة على إخراجها في إطار الورشة أيضا. وهي خطوة تسبق وتيرة الحاصل في الحقل التّعليمي العادي، وعليه تجري مرونة في توزيع المساحات التّعبيريّة لكلّ طالب على حِدة. ووفق هذه الجاهزيّة ستشرف بكريّة على التّداخل الثّقافي في إخراج السّيناريو المسرحي أيضا، سيناريوهات تشرف على تطويرها الأديبة نفسها. فبكريّة تشتغل في النّقد المسرحي منذ سنوات ولديها تجربة غنيّة في بناء النّص المسرحي وتفعيلهِ.
والجدير ذكره أنّ الأديبة أشرفت على عديد الاستكمالات الّتي استهدفت جمهور المعلّمين والطّلاب ذوي المواهب النّافذة في الكتابة. وفي تعقيب على مُجريات الأمسية، علّقت الأديبة,”…لدينا طاقات لخامّة جيّدة من المواهب تستدعي طاقات متمهّنة تشرف عليها، تصقُلُها وتُدرِّبُها، كي تمنح السّاحة الأدبيّة نُخبة منتقاة من صُنّاع الأدب الجيّد، وعلى هذا أشتغل الآن”
عكست الأمسية تجارب طلّابيّة مائزة، فالمشروع بالمجمَل حصاد تجربة عامين كاملين في الإثراء والتّداخل المجالي Multidisciplinary_art موضوع رائج في الثّقافة الأجنبيّة، ويدرّس على نطاق واسع في جامعات العالم بينما تفتقر معظم الأكاديميّات العربيّة لكادر مؤهّل يمتلك مؤهّلات استثنائيّة تديرهُ، فهو يحتاج الأدب كما الفنّ التّشكيلي والمسرح بذات القدر، وعليه هو ليس غائبا في المدارس الثّانويّة بل والجامعات الأكاديميّة على نحو ملموس. إنّ إصرار الأكاديميا على أن يشرف أستاذ حاصل على درجة دُكتوراة على مساق الكتابة الإبداعيّة في الأوساط العربيّة يعتبر إلغاء حتميّا للرّؤية الإبداعيّة المُنتِجة للنّص الجيّد وآليّات العمل الصّحيحة في تطوير مسار العمليّة الإبداعيّة الشّموليّة السّليمة ولذلك هو حتما يغيب عن معظم المدارس لنقص في كادر مؤهّل يجيد الإشراف عليه.
فيما يلي أحد نصوص الورشة:
“.. أنا في الرابعة عشرةَ من عمري، لا أدري هل عاشَتني أم عِشْتُها جميعَها. أنظر في المرآة أتأمّلُ شَعرِي ورونقي وأُذهَل. أُحدّقُ في أقراطي وأنظرُ إلى قلبي ومزاجيّتي وأبتسمُ، تُرعبُني كل هذه الإعتيادات. لقد كبرتُ فجأة، لم يُسمح لي أن أكبر على مهل. هي أنا، الرائعة التي كالشمس. بدت في شروقها قوة وغروبها هدوء. في مجيئها للعطر مذاقُ حُلوٌ، وللوردة العالقة بين صفحات الكتب رائحةٌ زهيّة. قادمة كانت بألوان باهرة تتسم برقة الروح. كأنها البكماء فأصبحت سجينةَ كلِماتها. هي من البؤساء والكلمات تملأ خاطرها. اشتعل قلبها شيبا واعتزلتِ الرقصَ مع الحياة، لكِنّنِي أخبرتُها أنّي ما زلتُ ظلاّ لِقلبِها، وأنَّ الأمنياتِ لا تموتُ رغمَ غيابِ مؤهّلاتٍ تَحقُّقِها. عرَفتُها دوما فتاة حادّةٍ كجنازة تعتزُ بِبُؤسِها..”، (رؤية فَرحان)