أحلام عراقية
تاريخ النشر: 09/04/21 | 20:53حيدر محمد الوائلي
الحالمون نحن
الله في خاطرنا
قريب منا
رغم تحكم طغمة بارعة في كسر الخواطر
لا نطلب الكثير ولا نطمع بما عند الغير
يا ربنا مسنا الضر في عراق منهوب
يا ربنا سياسيينا يجلدونا بإهمالهم وبفسادهم
يقولون إن لا ضرر ولا ضرار
وهم يجلدونا جلد الحمار.
مدارسنا خراب
لا نظام رعاية لأطفال ومراهقين يعانون وهم يدرسون حالمين بمستقبلٍ أجمل من تعاسة الحاضر.
جامعات تخلفت كثيراً في ميادين البحوث العلمية وترتيبها السيء عالمياً.
رغم المعاناة ووسط الأهمال هناك الكثير من مدرسين وأساتذة مثابرين مخلصين في عملهم رغم سوء الأدارة ووسط كل ذاك طلبة يواظبون ويحرصون على التعلم والنجاح في هذا الواقع المقرف.
فساد الساسة والسياسة مهول مرعب في العراق.
قبضوا على ثروات الوطن غنائم ومحاصصات وسوء إدارة محصنين أنفسهم واحزابهم وشركاتهم وشركائهم في الفساد والاهمال.
مهووسون بالسلطة ويبرعون بابتكار المشاكل والتفرقة والفتن والنزاعات بين الناس خصوصاً لو طالب الناس بحياة كريمة وسلام وعائدات الثروات التي من المفترض أن تجلب لهم خدمات تسعدهم وتريح بالهم فصيروها كالزقوم يغلي في البطون.
هؤلاء الناس يكرهون الساسة والسياسة واليوم الأسود الذي مكّن هذه الطغمة السياسية من رقاب الناس تخنقهم كل يوم بسوء ادارتهم وفسادهم وتحالفاتهم البائسة والمخزي عدم وجود معترف بخطائه وبتقصيره ويعتزل العمل السياسي ليفسح المجال لغيره.
وسط الكثير من الناس المُتلاعب فيهم ممن ساهم بإيصال هذه الطغمة الفاسدة للحكم والأدارة بأن انتخبهم أو بعدم مشاركته بالانتخابات أو بالطاعة العمياء لقيادات أو بعدم الضغط لوضع قانون انتخابي ورقابي صارم وليس هذا الموجود الذي (يخاف من ظله) فكيف بجرأته على احزاب ومسلحين وسلاح منفلت تتفرج الشرطة عليه فهيبة اولئك المسلحين أكثر سطوة.
سياسيينا ينكرون فسادهم ومساهمتهم بالفساد أو سكوتهم عن الفساد.
شغلهم الشاغل التظاهر بالبراءة والطهارة وهم في مستنقع القذارة في بيئة الحكم والادارة التي تفوح رائحتها الكريهة لتصيب الناس بالقرف.
مستنقع الفساد هذا منهم من هو راكس فيه منذ سنوات ومنهم من وهو واقف على طرفٍ يتفرج ومنهم من هو على مسافة قريبة منه ولا يفعل شيئاً فتراهم كلهم جميعاً تفوح منهم ذات (الرائحة الكريهة).
خطؤنا أننا لا نتعلم من اخطائنا وأن سياسيينا اسائوا الأدارة وأصروا على خطأهم، فكَبُر الخطأ ليصير (واقع حال) تتعامل معه بالغصب على انه واقع معاش ومن لا يعجبه يضرب راسه بألف حائط فأولاً وأخيراً سيؤذي نفسه وسيتنعم بعوائد الفساد وبهرج السلطة والأدارة عصابات التوافقات.
ربطوا الدولة وأحكموا رباطها بأشخاص وأحزاب ومجاميع لذلك يسهل التلاعب بهم (محلياً وإقليمياً ودولياً) ويسهل تفرقتهم والتحكم بهم واقناعهم بالموافقة أو السكوت عن الفساد مهما علت مناصبهم أو دنت.
كثرة الولاءات لغير الوطن والخضوع لتدخلات دول اخرى مطأطئين الرؤوس للغير وفاتحين الباب لهم لينهبوا مع الناهبين من الداخل، فمصالح تلك الدول مقابل مصالح العراق بل في أحيانٍ كثيرة مصالح تلك الدول فوق مصلحة العراق.
استغلوا فساد السياسيين وتفرقهم وسوء ادارتهم وطمعهم بأن عطلوا مشاريع الكهرباء ومشاريع الخدمات والاستثمار ومشاريع الصحة والتربية والبلدية وتعطيل استثمارات النفط والمعادن الأخرى وعدم فسح المجال لاستثمارات فعلية ناجحة وليست هذه الحالية التي جلبت الخراب وتضييع الثروات والسماح بالتعاقد مع شركات بعقود (بائسة) لتنفيذ مشاريع غالبيتها العظمى فساد ومكاسب مسروقة من أموال الشعب.
شعب تتبعثر كرامته كتبعثر ثروته دون نيل خدمات تسهل حياتهم اليومية ومن دون حتى عيشة كريمة هو شعب ووطن يتصور بقية العالم عنه أنه بلا (قيمة) وبلا (معنى).
لا عمل ولا جهد يُبذل للإصلاح في بيئة حاضنة لفيروسات الفساد تتكاثر و(تتكاثر) و(تتكاثر) ولا يوجد (علاج) ليبطئ انتشارها فضلاً عن الخلاص منها.
المفاسد عندنا كبيرة وواسعة النطاق وتتمدد واللاعبين السياسيين لا يستطيع أحد مسائلتهم ولا محاسبتهم لأنهم ببساطة أحزاب وتيارات وعصابات أقوى من مؤسسات الدولة فلا خلاص منهم إلا بتقوية مؤسسات الدولة وتحصينها لترجع لها الهيبة في تنفيذ الحساب والعقاب.
سياسيون يحكمون بالغضب ويُلهمون ويوجهون أتباعهم للغضب.
يستسهلون كل محرم ويبررون كل قبيح.
لا حدود تمنعهم من عبور المحظور ولا خطوط حمرٍ عندهم في غضبهم الذي يتقاتلون عليه قتال الضباع.
ربما هناك فسحة أملٍ في انتخاباتٍ قادمة عساها تأتي بفائزين ولو (أنصاف نزهاء) غير هذه الطغمة السياسية المتصدرة للمشهد السياسي بعد سقوط نظام صدام، وعسى (نصف النزاهة) يتفشى وينتشر ويحقق للحالمين أمل الخلاص.