أيّتها الباحثة عنّي .!

يوسف جمّال – عرعرة
ابحثي عنّي في ..
حرقات تسبح في غليان همّي
وأوجاع تتوه بين هيجان غمّي
وآهات تنطلق من طوفان ألمي
و قطرات دمٍّ تسفح من قدمي
و حروف جراح تنزف من قلمي
و أمواج سراب تقطر من وهمي
و آهات آلام توجع من سقمي
*********
ابحثي عني في ..
فنار يوصلني الى قدرك
لحنٍ يشعل صمت وَترِك
مقلاع يرمي لهيب حجرك
قطرة تطفئ نار جمرك
هلالٍ يضيئ ضوء قمرك
*********
أبحثي عني
في دمعة أم :
صادروا حليب وليدها قبل الفطام
وبعد الفطام
و سرقوا حلمه قبل المنام
وبعد المنام
واغتالوا حبوه قبل القيام
وبعد القيام
ودفنوا دميته تحت الركام
وفوق الركام
***********
ابحثي عني ..
بين العصافير التي تبحث عن فنن
تنطلق منه
بين الشهداء الذين يبحثون عن كفن
يقومون منه
بين المشَّردين الذين يبحثون عن بيت
يعودون إليه
بين التائهين الذي يبحثون عن زمن
يحنّون إليه
*********
إبحثي عنّي ..
ستجدينني هنا .. وهناك
أجترُّ الأشواك في رباك
أصلّي على طهر ثراك
أرفع صليبي من نماك
أحمل في رحمي ضناك
أموت واقفاً في سبيل فداك
**************
ستجديني واقفاً على الأردن أتعمّد
والأردن يجري
ويجري ..
يكتب على صفحاته حبر دمّي
روايات وقصائد
أتى بها من أعماق الزمان
ويرويها لآتيات الأزمان
********
ستجديني ..
أرسم حلمي على طرائق آلامك
أبني صليبي في خنادق شريانك
وأغزل من بريق عينيك شمسي
ومن وحي صوتك أعزف همسي
**************
أنا أنتِ وأنتِ أنا
أنا منكِ وأنتِ منّي