كفرمندا بحاجة لاستقرار دائم – إعملوا من أجل ذلك يرحمكم الله! بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/04/21 | 11:22في الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل الجاري أي في اليوم الثالث من رمضان وصلني بيان من الصديق علي خضر زيدان (أبو محمد) الذي يعتبر أحد الوجوه الإجتماعية المعروفة في كفر مندا. بيان أبو محمد الذي يحمل عنوان: ” دعوة للصفح والتسامح ونبذ العنف ووأد الفتنة “يدعو فيه أهل بلده لنبذ العنف. وبعد ساعات من استلامي البيان نعرض شاب في كفر مندا لإطلاق نار. مرة أخرى يعود العنف إلى كفر مندا اتي شهدت في الفترة الأخيرة أحداث عنف عديدة. وكالعادة الشرطة تحقق في الأمر وليس مهماً التحقيق بل المهم نتائجه.
الأمر الذي يدعو للإستغراب، أن الحادث وقع بعد إصدار (ابو محمد) لبيانه وكأن الفاعل الذي أطلق النار أراد من خلال فعلته تأكيد العنف وليس نبذه. وقد يكون تزامن إطلاق النار بعد صدور البيان مجرد صدفة، ولكن من حقنا أن نأخذ كل التفسيرات بعين الإعتبار.
فماذا يقول البيان؟ بعد الإستشهاد بآية قرآنية وحديث نبوي خاطب أبو محمد أقاربه وأهل بلده جميعاً بالقول:” ونحن نعيش في نفحات شهر رمضان المبارك، وبأجوائه الإيمانية، ما زالت نفوسنا معكرة والأجواء مشحونة والنفوس هائجة بسبب ما اقترفته ايدي الناس من أحداث عنف وشغب دون مبرر لذلك بتاتاً. فلنبدأ صفحة جديدة ونطوي صفحة الخلافات والعنف، ونتعامل مع بعضنا بأسلوب راقي حضاري وأخلاقي”.
كلام في منتهى الروعة. لكن يا صديقي أبا محمد، من سيمتثل ويتفهم مضمون بيانك؟ أنا أعرف أن الكثيرين في كفر مندا يقرأون البيان، وليس مهماً القراءة بل الإلتزام بما ورد في البيان. والسؤال المطروح: لماذا لا يلتزم أهل البلد بمضمون بيان يدعو إلى التآلف والمحبة؟ يا أبا محمد ألست أنت معي في مقولة “خض المي هي مي” وأن لا فائدة من البيانات؟ أنا أريد أن أذكر كاتب البيان، بأن عدة بيانات صدرت من قبل الطرفين المعنيين منذ عام 2018 حول اتفاقات معينة وكلها تتمحور حول نفس الموضوع.
في الثالث عشر من شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام 2018 نشر بيان تحت عنوان:” ‘الصلح خير : اتفاق لتهدئة الأوضاع في كفرمندا” عممته لجنة المتابعة العليا، بشأن الوضع في كفرمندا جاء فيه: “ندين كل أعمال العنف والاستفزازات والإساءات، ونستنكر أعمال التخريب للممتلكات وحرمات البيوت، وندعو الجميع إلى وجوب المحافظة على حرمة الأنفس والممتلكات والبيوت والأعراض، وندعو الأهل جميعا الى التزام لغة الاحترام والمحبة بين بعضنا البعض، ووجوب محو الإساءات وتبديلها بلغة تليق ببلدنا وأصالتها وتحترم عاداتنا وتقاليدنا.”.
ولم يمض ثلاثة شهور على البيان حتى عادت أعمال الشغب إلى البلدة، وتم التوصل إلى اتفاق جديد تم نشره مطلع شهر شباط/فبراير في العام 2019 تحت عنوان “اتفاق على إنهاء الخلاف” برعاية جاهة الصلح القطريّة ولجنة المتابعة ولجنة السلم الأهلي المحليّة، الذين بذلوا جهوداً من أجل تهدئة الخواطر وإحلال السلام في البلدة، وختم البيان بالقول: “ندعو أهلنا من كل الأطراف إلى المساهمة في تحقيق الهدوء وحفظ الأمن وإعادة العلاقات الاجتماعيّة والاحترام المتبادل بين كل العائلات حفاظا على سلم وأمن القرية. والله من وراء القصد”.
الاتفاق الثاني لم يدم طويلاً ولحقه بيان آخر في الرابع عشر من شهر كانون أول عام 2019 حيث تم الإعلان عن “تشكيل لجان في المجلس. فقد أقر رئيس المجلس وجميع أعضائه، تركيبة لجان المجلس في جلسة سادت فيها أجواء الوفاق والتآخي، حيث تم تركيب اللجان بتمثيل كل أطياف المجتمع في كفر مندا لما فيه مصلحة وخير هذا البلد المعطاء”. وحسب الاتفاق استعادت كفر مندا حالة الاستقرار والهدوء،
ومنذ مطلع هذا العام، تم الإعلان عن أربعة اتفاقات تتعلق بالوضع في كفر مندا. أليس هذا مثيراً للتساؤل؟ في العادة يتم التوصل إلى اتفاق واحد ويتم الالتزام به، لكن يبدو أن كفر مندا لا يكفيها اتفاق أو اثنان بل أكثر من ذلك. فهل هناك من يهوى التوقيع على اتفاقات؟
أنا أعرف أن بلدة كفر مندا لديها من الوجوه الاجتماعية المعروفة بنزاهتها واحترامها ليس في كفر مندا فقط بل وفي كل البلاد. فأين هذه الوجوه مما يحصل؟ هل الوضع أصبح خارج السيطرة الإجتماعية وأصبح متروكاً لغلمان وفتيان يعبثون بالقرية زعرنة وفساداً؟ “وما في حدا بمون عليهن؟” قولوا لنا بربكم ماذا يحدث.
بدون شك، فإن الشرطة تتحمل المسؤولية المباشرة عما يحدث في هذه البلدة المسالمة، المعروفة بطيبة أهلها ودماثة أخلاقهم.، لكن الشرطة تتعامل مع العرب بشكل عام تحت شعار”فخار يكسر بعضو”. ونصيحتي لوجهاء البلدة الكرام وأهالي كفر مندا الأفاضل أن يبذلوا كل جهودهم كي لا تصبح كفر مندا العزيزة مثالاً يضرب به بالعنف. أللهم اني بلغت.