المجلس التشريعي وآفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية
تاريخ النشر: 19/04/21 | 8:53بقلم : سري القدوة
الاثنين 19 نيسان / أبريل 2021.
التخلص من افرازات الماضي وسلبياته والتحرر من شبح الانقسام وتلك المرحلة التي بلورت مفاهيم وثقافة دخيلة على المجتمع الفلسطيني سينعكس ايجابيا علي ابناء الشعب الفلسطيني وسوف يمنح فرصة حقيقية للجميع في المساهمة بإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني الذي يعتمد على مقومات الصمود والإرادة الحقيقية الصلبة والحق التاريخي للشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة .
خلال المرحلة الماضية الجميع تفائل وعاش اجواء من الايجابية مع مرور الوقت وابدي الكل حرصه على التفاعل مع برامج الانتخابات الفلسطينية التي استوعبت هذا الكم الهائل من المرشحين لخوض اول انتخابات فلسطينية بعد الانقسام في ظل وجود الانقسام على وضعه ومشاكله دون التطرق الي ملفات عميقة وذات خلاف جوهري بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية وطبيعة ما يربطها من ظروف ومتغيرات ارخت في ظلالها خلال المرحلة السابقة والتي امتدت لسنوات لتترك اثارا عميقة ولكن كان الهم الفلسطيني كان كبيرا وأردنا ان نتجه نحو اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وخاصة تشكيل المجلس التشريعي والذي سوف يقودنا الي مرحلة نأمل ان تكون جديدة وان تنعكس نتائجها وتنضج ثمارها في انهاء حقبة الانقسام من خلال تشكيل اول حكومة فلسطينية تجسد الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعمل على ازالة كل اثار الماضي العقيم وتساهم في اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على اسس مهنية وان يغيب التدخل الحزبي في مجريات العمل المؤسسي الفلسطيني .
المطلوب وبوضوح من كل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية الاعلان عن برامجها السياسية وعدم ترك المرحلة المقبلة للتوقعات والاستنتاجات وإعادة الاستدراكات وأننا وبعد اكثر من ثلاثة عشره عاما علي الانقسام بات من المهم ان تكون الفصائل الفلسطينية علي قدر تحمل المسؤولية في التصدي للواقع الفاسد الذي نتج عن الانقسام من اجل توحيد الجهود الوطنية والاستمرار في الفعاليات الهادفة الي انهاء الانقسام ومسبباته للحفاظ وحماية انجازات الثورة من السرقة ومن اجل تعزيز الوحدة الوطنية ودعم المقاومة الشعبية الفلسطينية للتصدي للعدوان على الارض ووضع حد لأطول احتلال عرفه العالم .
وللحقيقة فان الجميع عمل من اجل الوصول الى هذه المرحلة والكل بذل الجهود من اجل انتصار الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي بمثابة العمود الفقري للشعب الفلسطيني وأننا هنا نقدر عاليا جهود الجميع في ضرورة نجاح الانتخابات الفلسطينية التي باتت تتصدر الخبر الرئيسي لوسائل الاعلام العربية والدولية بحكم طبيعة العلاقات الفلسطينية والمجتمع الدولي كما نقدر الجهود الفلسطينية الواعية للجنة الانتخابيات الفلسطينية وحرصها علي اهمية اجراء الانتخابات الفلسطينية وفقا للجدول الزمني والوحدة الجغرافية الواحدة زمانيا ومكانيا وخاصة حرصهم علي مشاركة القدس بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية بالعملية الانتخابية كجزء اساسي من الوطن .
لا بد من وضع حد لكل هؤلاء المارقين تجار كل المراحل وإسكات اصواتهم فلا مجال الا لقول الحقيقة وان نتسامى في تعاملنا مع متطلبات المرحلة الراهنة وضرورة نجاح العملية الانتخابية وعدم التطلع الى الماضي بكل تفاصيله المؤلمة ووضع حد لكل من تسول له نفسه العبث والتخريب وهؤلاء الخارجين عن الصف الوطني الذين يسعون لإطالة عمر الانقسام والاستفادة من الوضع القائم حاليا ضاربين بعرض الحائط كل الفرص لتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية لتعيد للمواطن كرامته وتحفظ حقوقه في العيش بحرية فوق تراب وطنه وتنهي حقبة من الظلم والاستبداد وتعيد الكرامة وتصون الحقوق وتوحد الجهود لبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون.