التوريطة الفلسطينية!!
تاريخ النشر: 22/04/21 | 22:52د.شكري الهزَّيل
كذب المنجمون ولو صدقوا وكذب الاوسلويون حتى لو صدقوا كذبة ” انتخاباتهم” المسماة بالفلسطينية وهي التي لا تشمل في مفهومها ومحتواها وأهدافها سوا انتخابات فصائلية ضمن رقعة جغرافية ديموغرافية لا تشكل سوا جزء صغير من مساحة فلسطين وجزء اصغر من مجموع عدد الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وبالتالي تبدو الجعجعة الحاصلة حول انتخابات جماعة رام الله اكبر بكثير من حجمها ووزنها الحقيقي الذي لا يعبر في معناة او فحواة عن اجماع شعبي فلسطيني حول موضوع الانتخابات الديموقراطية بشكل عام وكون هذه الانتخابات مجرد إعادة لتاهيل سلطة أوسلو من جهة وإعادة تدوير النهج الفلسطيني الفاسد والعاجز والحفاظ على بقاءة في الواجهة السياسية من جهة ثانية وهذا ما يعني بقاء الحال الفلسطيني كما هو عليه قابعا في توريطة أوسلو وتوليفتها من منظومة ” سياسية” تابعة لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة وتابعة لمنظومة الفساد والعجز الفلسطيني السياسي الذي كًبل ويكبل القضية الفلسطينية ويربطها بمصالح ثلل اوسلوية يرتبط وجودها بوجود الاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية وعليه ترتب القول ان كل ماهو جاري من لغط حول الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع هو طحن كلام ممزوج بزركشات وكيليشيات مرتبطة بواقع أوسلو البائس..!!
اخطأ من ظن او يظن ان الانتخابات الاوسلوية ستكون العصا السحرية لتوحيد الانقسام الفصائلي الحاصل منذ اكثر من عقد من الزمن بين حركتي فتح وحماس والحقيقة ان الانتخابات ستعمق الانقسامات وتزيد من تفاقمها ضمن المنافسة على السيطرة على مكونات وافرازت سلطة أوسلو سواء كان ذلك على مستوى الانتخابات التشريعية او الرئاسية لكن الانكى من هذا ان هذه الانتخابات لا مرجعية ولا مصداقية لها ويُراد لها فقط ان تؤكد إعادة تدوير جماعة محمود عباس وحركة فتح كقيادة لسلطة أوسلو بمعنى واضح يمكن القول ان هذه الانتخابات يجب ان تفضي لنتيجة واحدة وهي إعادة منظومة أوسلو بقيادة حركة فتح ومحمود عباس وغير هذة النتيجة لن يتم احترامها ولا تمريرها حتى لو فازت حركة حماس بأكثرية المقاعد في المجلس التشريعي وبمنصب رئيس السلطة وبالتالي الذين اعلنوا عن مواعيد الانتخابات لم يعلنوها من اجل دفع ” الديموقراطية” الفلسطينية الى الواجهة والمواجهة لا بل اعلنوها بشروطهم من منطلق انهم هم الفائزون سواء فاز الا خرون او لم يفوزوا ..!!
اللافت والواضح ان عملية اعلان مواعيد الانتخابات كانت وما زالت فقط لجس نبض وقراءة المزاج السياسي الفلسطيني مع الاحتفاظ بورقة إمكانية الغاء هذه الانتخابات اذا تأكدت جماعة أوسلو رام الله من خسارتها سواء من خلال تفوق حماس على فتح في التشريعي او بتفوق مروان البرغوثي على محمود عباس وهذا بالفعل ماهو جاري الان وهو الإعلان عن الغاء الانتخابات بحجة ” القدس” والحقيقة ان هذه الأخيرة ليست طرفا ولا سببا رئيسيا في الغاء الانتخابات لابل السبب هو استشعار حركة فتح بقيادة محمود عباس بانها ستخسر الانتخابات وتخسر المناصب وخسارة كم هائل من المصالح المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي..لا يوجد كيان فلسطيني واحد موحد ” جغرافيا وديموغرافيا ووطنيا” لخوض انتخابات ديموقراطية ولا يوجد أي اتفاق مسبق و ملزم بين مكونات الانتخابات على احترام نتائج صناديق الاقتراع ولا يوجد حتى اتفاق على احترام القرار الشعبي الفلسطيني, فالسلطة وحركة فتح بقيادة عباس فاقدة للمصداقية وحاضنتها الشعبية” عواطف فتحاوية” وليست حاضنة شعبية فلسطينية حقيقية لا بل ان سلطة محمود عباس تعتمد في عملية وجودها على الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة العربية العميلة وهي”سلطة أوسلو” فاقدة للشرعية الوطنية ومنبوذه جماهيريا ويعرفها القاصي والداني في فلسطين كسلطة فاسدين وعاجزين جلهم منحدرون من حركة فتح…
لعبة اصدار مراسيم الانتخابات كانت فقط لجس النبض مع الاحتفاظ بورقة الغاءها اذا اشتم النهج الاوسلوي رائحة خسارتة المدوية وهذا على ما يبدو ما سيحصل وهو الغاء الانتخابات والبقاء “عونطجة” في السلطة بدعم من الاحتلال ودول التطبيع والتتبيع لابل بدعم من قوى عالمية وعلى راسها أمريكا.. لا علاقة للقدس اللتي اهملت قضاياها سلطة أوسلو بإلغاء الانتخابات وهذة الحجة واهية وباطلة والسبب الحقيقي هو خشية وخوف حركة فتح المنقسمة فيما بينها من خسارة الانتخابات وفوز حماس بأكثرية مقاعد المجلس التشريعي وهذا ما يعني فقدان محمود عباس الرسن وخسارتة الانتخابات الرئاسية امام مروان البرغوثي وهذا السيناريو تخشاة عصابة أوسلو وترفضة ولذلك بدأت العصابة الأن تطنطن على وتر الغاء الانتخابات وخلق الذرائع لوقف عملية الانتخابات التي تعني نتائجها سقوط مدوي لعصابة محمود عباس… اما نحن او الإلغاء وهذا الأخير والدعم الإسرائيلي والعربي الرجعي هو الذي سيضمن بقاء سلطة محمود عباس دون انتخابات..لم ينتخب أصلا احدا محمود عباس لا رئيسا للسلطة ولا حتى رئيسا لمقاطعة رام الله..عربدة بلطجة وتزييف وتسويف..الي بيسمَع بيدشَّع..قال رئيس فلسطيني.. قال… طرطور ” فتحاوي” اوسلوي بمنصب رئيس عصابة!!
هنالك اتفاق ضمني بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسلطة اوسلو في رام الله على اجراء الانتخابات ” الاوسلوية” فقط في حال ضمان استمرار الوضع الراهن وبقاء عصابات حسين الشيخ وجبريل الرجوب وفخامة رئيسهم محمود عباس…شلع فخامات ومقامات وقرارات ومراسيم رئاسية كلها وجلها وَّهم وكذب وتدجيل من اجل بقاء محمود عباس قائدا لاقذَّر عصابة لا وطنية عرفها التاريخ الفلسطيني قامت واستمر بقاءها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وبدعم من الاحتلال الصهيوني والامبريالية الغربية والرجعية العربية وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط معني ببقاء الوضع الراهن على ماهو وضمانة عدم فوز حماس لابل انه مستعد لتحمل مسؤولية” كذبة” جماعة محمود عباس بان ” الاحتلال” يعيق الانتخابات ويحول دون مشاركة القدس ولهذا سيتم الغاءها فيما الحقيقة وكما يبدو ان خوف جماعة عباس والاحتلال والأنظمة العربية وامريكا وأوروبا أيضا نابع من إمكانية واحتمال فوز حماس والجماعات المعارضة لمحمود عباس بالانتخابات وعلية ترتب القول ان الغاء الانتخابات صار امرا حاصلا وقضية وقت يعلن فيها المتنفذون الإلغاء وطرح حلول بديلة تضمن بقاء محمود عباس… لن تتخلى حركة فتح عن السلطة ولا عن اذرعتها الأمنية ولا عن التنسيق المخابراتي مع الاحتلال لانها كلها مجتمعة تضمن بقاءها وفي هذه الحاله تصبح الانتخابات كوسيلة او كمطية تمتطيها فتح اذا ضمنت بقاءها في السلطة.. سيتم الغاء الانتخابات وسيشرع الفاسدون في طرح حلول وسطية و حكومات انتقالية تضمن مشاركة الاخرون بشرط بقاء حركة فتح في الواجهة ومحمود عباس رئيسا !!؟
من هنا علينا ان نضع الأمور في نصابها الصحيح وهي انه بالاصل لم تكن هنالك لا انتخابات فلسطينية ولا شحار بين ومراسيم محمود عباس كانت مرتبطة بجماعة أوسلو وشرعنة وجودهم اللا شرعي عبر انتخابات قبيلة ” فتح” وقبائل أخرى مشاركة في أوسلو بما فيها حماس وهذة الأخيرة ليست عضوة في منظمة التحرير الفلسطينية التي عملت جماعة أوسلو على اختطافها وتوظيفها لصالح مصالح عصابة محمود عباس وسلطة أوسلو وبالتالي لم يكن هنالك عرسا انتخابيا ولا حشود شعبية ولا جماهيرية والنوايا كانت وما زالت مبيتة و واضحة المعالم وفي مقدمتها الإبقاء على وجود كارثة أوسلو والربوض على صدر منظمة التحرير والحيلولة دون نهوضها وإعادة دورها في قيادة الشعب الفلسطيني كحركة تحرر تمثل كافة الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وتقوم بتحرير الشعب الفلسطيني من قيود واغلال أوسلو وعصاباتها من عاجزين وفاسدين وفي نفس الوقت تعلن عن اجراء انتخابات فلسطينية حقيقية يشارك فيها كامل الشعب الفلسطيني بانتخاب مجلس وطني فلسطيني حقيقي يعيد الميثاق الوطني الفلسطيني ويتجاوز كارثة أوسلو.. صياغة او صناعة اليات لانتخابات فلسطينية حقيقية ليست امرا مستحيلا لابل هو الحل التحرري والديموقراطي من قيود أوسلو وإعادة الخيل الفلسطيني الى مرابطها وإعادة الشعب الفلسطيني الى سكة النضال والتحرر من الاحتلال.. الخروج من التوريطة الفلسطينية”الاوسلوية” هو الخطوة الأولى في ترميم العمل الوطني الفلسطيني… لا تحرر بوجود أوسلو وجماعات أوسلو لانهم جزء لا يتجزا من منظومة الاحتلال الإسرائيلي وهم وانتخاباتهم أدوات معادية للشعب الفلسطيني وحليفة للاحتلال الصهيوني في فلسطين.. الحق حق والباطل باطل.. انتخابات جماعة أوسلو باطل مضلل وقاتل لتطلعات الشعب الفلسطيني..نحن نطرح فكرة اعادة ترميم منظمة التحرير الفلسطينية واجراء انتخابات لمجلس وطني فلسطيني يشارك فيها كامل الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وعندها وفقط هنا بإمكاننا الحديث عن انتخابات فلسطينية حقيقية… !!